منذ زمن بعيد كانت هناك مملكة كبيرة تُدعى مملكة " الجملة الاسمية " وكانت تلك المملكة تتألف من إقليمين كبيرين هما إقليم " المبتدأ " وإقليم " الخبر " وبالقرب من حدود المملكة كانت تعيش قبيلتين قبيلة :" الأحرف المشبهة بالفعل " وقبيلة " الأفعال الناقصة " ، وكانت هناك حروب متواصلة بين القبيلتين استمرت لسنين طويلة .
وكانت كل قبيلة ترغب بأن تغزو المملكة وتسيطر عليها بأكملها ونتج عن تلك الحروب ضحايا كثيرون من أبناء القبيلتين ، ومن أبناء المملكة الأبرياء الذين لم يكن لهم دخل في ذلك الصراع .
حزِن ملك : " الجملة الاسمية " كثيرا لهذا الحال ، وقرّر أن يعقد في قصره مؤتمرا للمصالحة يدعو إليه زعيمي القبيلتين ، وفعلا حضر إلى هذا المؤتمر وفد من قبيلة الأفعال الناقصة يضم زعيم القبيلة " كان " وعددا من إخوته " صار " و " أصبح " و " أمسى " و " ليس " ، ووفد من قبيلة الأحرف المشبهة بالفعل يضم زعيم القبيلة " إنّ" وعددا من إخوته ومنهم " كأنّ " و " لكنّ " و " ليت " و " لعل " واستمرت المفاوضات أياما طويلة بقيت خلالها هذه الأحرف والأفعال الناقصة في ضيافة مملكة الجملة الاسمية ، وبعد جهد طويل وصلت الأطراف جميعا إلى إتفاق أرضى الجميع .
كانت بنود الاتفاق تنصُّ على أن تنتقل القبيلتان من العيش على حدود المملكة إلى العيش في داخلها .
وكي تقلّ المشاكل بين القبيلتين قرروا أن تعيش كُل واحدة منهما في إقليم من إقليمي المملكة ، فكان إقليم " المبتدأ " مقرا لقبيلة " الأحرف المشبهة بالفعل " وإقليم " الخبر " مقرا لقبيلة " الأفعال الناقصة " ، وتعهدت كل من القبيلتين أن تحصر نفوذها في الإقليم الذي تعيش فيه ، ومنذ ذلك اليوم انتهت الخلافات وعمّ السلام في المملكة .
**********************************************
مواضع الإعراب التقديري
تعريفه : أثر غير ظاهر على آخر الكلمة ، يجلبه العامل ، فتكون الحركة مقدرة ؛ لأنها غير ملحوظة .
هناك مواضع محددة في النحو العربي تُقدر فيها العلامة الإعرابية ، وهي على النحو الآتي :
1- تُقدّر الضمة والفتحة والكسرة على آخر الاسم المقصور ، نحو :
جاء مصطفى : ( مصطفى ) : فاعل ، مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة للتعذر .
رأيتُ مصطفى : (مصطفى ) :مفعول به ، منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة للتعذر .
سلمتُ على مصطفى : ( مصطفى ): اسم مجرور ب " على " وعلامة جره الكسرة المقدرة للتعذر .
2- تقدر الضمة والكسرة على آخر الاسم المنقوص ، نحو :
النادي مُلتقى الأصدقاءِ : ( النادي ) : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة للثقل .
قابلتُ صديقتي في النادي : ( صديقتي ): مفعول به ، منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
3- كسرة المناسبة : وهي تأتي على آخر الاسم حين إضافته إلى ياء المتكلم ، وتكون الضمة والفتحة والكسرة مقدرة على آخر الاسم حين الإعراب ، والسبب في ذلك اشتغال المحل بكسرة المناسبة ، كما في المثال الآتي : نجحتْ صديقتي في الامتحانِ
صديقتي : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهروها اشتغال المحل بكسرة المناسبة ، وهو مضاف وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .
( زرتُ صديقتي ) ، ( خُلُقُ صديقتي فاضلٌ )
4- يتصل الفعل المضارع المعتل الآخر بتقدير بعض الحركات وإظهار بعضها الآخر ، ونبدأ بما هو معتل الآخر بالألف : يخشى المؤمنُ ربَّهُ
يخشى : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة للتعذر.
( لن يرضى الحرُّ بالذلِّ ) ( لم يرقَ العاجزُ )
5- استعمال بعض الحروف الجر الزائدة ، ويؤدي ذلك إلى تقدير العلامة الإعرابية ؛ فإذا قلت : ما جاءني من أحدٍ
كلمة ( أحد ) فاعل ، ولكن الضمة مقدرة على آخره لوجود " من " الزائدة قبله ، لذلك حين الإعراب نقول :
من : حرف جر زائد مبني على السكون.
أحد : فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
6- يحدث أحيانا أن يكون لدينا فعل مضارع مجزوم بالسكون ولكن هذا التسكين حُرِّك ؛ لذلك يجوز حين إعراب الفعل وجهان ، أولهما : أن نقول إن الفعل مجزوم بالسكون المقدر ، والآخر : أن نقول إنه مجزوم وعلامة جزمه السكون الذي حُرِّك منعا لالتقاء الساكنين أو غيره ، ولهذا التقدير للسكون أو التحريك له ثلاثة مواضع ، هي :
الأول : يقدر السكون على آخر الفعل المضارع إذا تحرك منعا لالتقاء الساكنين كما في قولنا : لم يهملِ الطالبُ في دروسِهِ.
الثاني : يقدر السكون على آخر الفعل المضارع إذا كان مجزوما مدغما في حرف مماثل له ، نحو : لم يفرَّ الجنديُّ من المعركةِ
الثالث : يقدر السكون على الحرف الأخير من الفعل المضارع الذي حُرِّك لمراعاة القافية ، قال امرؤ القيس :
أغرَّك مني أن حبّكِ قاتلي وأنك مهما تأمري القلب يفعلِ
7- تُقدَّر الحركات الثلاث مع ما سمي به من :" المركب الإسنادي " ، ومن هنا فإن اللغة العربية تعرف ما يسمى ب " حركة الحكاية " والمقصود بها أن نحاكي الاسم أو غيره في صورته الأصلية الي جاء عليها دون تغيير... وهكذا نقول : رأيتُ فتح اللهُ في الكليةِ :
فتح الله : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها حركة الحكاية .
الحكاية : إيراد اللفظ على ما تسمعه .
وهي إما حكاية كلمة ، أو حكاية جملة ، وكلاهما يُحكى على لفظه ، إلا أن يكون لحنا . فتتعين الحكاية بالمعنى .