الأدباء


أمير الشعراء : أحمد شوقي




هذا الفيديو يوضح السيرة الذاتية لأمير الشعراء : أحمد شوقي

********************************
شاعر الهند : طاغور
تراه نداؤك الذي يوافي من جديد .؟
لقد أهلّ المساء ، وتشبث بي التعب كانه أذرع
الحب الضارعة . أتنادينني ؟
لقد منحتك نهاري كله ، يا سيدتي القاسية ، أتريدين
أن تنهبي مني ليلي أيضاً ؟ ومع هذا ، فإن لكل شيء
نهاية، وإن عزلة الظلام هي ملك كل إنسان . ولكن ،
أيجب على صوتك أن يمزقها ويلفحني ؟
أليس للمساء موسيقا نوم مهدهدة على بابك ؟
ألا تتسلق أجنحة النجوم الصامتة السماءَ فوق برجك
الجبار ؟
ألا يتهاوى الزهر على تراب حديقتك في ميتة ناعمة ؟
ألا يتعين عليك أيتها القلقة أن تناديني ؟
دعي عيون الحب الحزينة تسهر وتذرف الدمعَ دون
جدوى .
دعي المصباح يشتعل في الدار الموحشة .
دعي الزوارق ينقل الحراثين المكدودين إلى بيوتهم .
إنني أهجر أحلامي وألبي نداءَك .
تلك هي من روائع شاعر الهند طاغور 


ولد طاغور في عام 1861. وفي الرابعة عشرة من عمره توفيت والدته. واكتشف طاغور في هذا العمر معنى الحب الإنساني عند إحدى قريباته. وفي أحد أيام عام 1883، عرف طاغور في رؤيا أن الحب الإنساني واحد مع حب الطبيعة وحب الله؛ يقول في ذكرياتـه:

كانت الشمس تشرق بتؤدة فوق أوراق الأشجار […]؛ وفجأة، بدا وكأن نقاباً انزاح من أمام ناظري. لقد أبصرت العالم كله مغموراً بمجد يفوق الوصف؛ أمواج من الفرح والجمال تومض وتتصادم من كل صوب […] لم يكن ثمة شيء أو أحد لم أكن أحبه في تلك اللحظة […] وفي كلية رؤياي لاح لي أنني كنت شاهداً على حركات جسم الإنسانية بأسرها، شاعراً بموسيقى وبإيقاع رقصة سرية.

في العام التالي انتحرت شقيقته، مما سبب له صدمة هائلة. وقاده ذلك إلى محبة الإنسانية جمعاء، بدلاً من التمسك بالحب الفردي والخاص. وتتالت الأحداث المؤلمة في حياته، لكنها كانت تعضد باستمرار روح اللاتعلق عنده. فبين عامي 1902 و 1918، انتزع منه الموت زوجه وثلاثة من أطفاله ووالده. لقد أحس إنه مثل زهرة انتُزِعت بتلاتها واحدة تلو الأخرى، وأصبحت كالثمرة التي سيأتي الموت ليقطفها في كمال نضجها كتقدمة لرب الحياة. ومع ذلك، فقد جعل منه صفاؤه الواسع وضبطه لنفسه وخضوعه أمام الله الذي ورثه من والده، إنساناً نادر العظمة. لم يكن الموت سراً بالنسبة له، ولم يكن ليستدعي الألم. وهكذا، كانت إحدى أغنياته التي استلهمها غاندي منه تقول:

أنا هذا البخور الذي لا يضوع عطره ما لم يُحرق،

أنا هذا القنديل الذي لا يشع ضوؤه ما لم يُشعَل.

كان طاغور يتمتع بموهبة تحويل الألم إلى فرح. وكان يحب الحياة إلى حد أنه أراد ألا يضيع قداستها بالوقوف عند ما تسببه حركتها من شعور بالألم. كانت مهمته مزدوجة: اكتشاف ربه، إله الجمال، في الطبيعة والجسد والفكر والقول والفعل، وتحويل الحياة وتعديلها لتصبح جميلة بكليتها. كتب في الـسادهانا ("تحقيق الحياة"):

أين يمكنني أن ألقاك، إن لم يكن في بيتي الذي أصبح بيتك؟ وأين يمكنني الانضمام إليك، إن لم يكن في عملي الذي صار عملك؟ إذا غادرت بيتي لن أبلغ بيتك… إذا قعدت عن عملي محال عليّ أن أنضم إليك في عملك؛ إذ إنك تقيم فيّ وأنا فيك.

لقد انعكست روحه هذه على مركز التربية شانتي نيكيتان (أو "مرفأ السلام") الذي أسسه عام 1901، فأصبح بؤرة ديناميّة خلاقة لهذا الجمال، حيث تفتح فيه الشعر والرسم والموسيقى والرقص والمسرح والعلوم. لقد حقق طاغور من خلال هذه المدرسة الرؤيا التي عبر عنها في مؤلفه الوحدة المبدعة، حيث تعطي الطبيعة للإنسان معنى التوق إلى اللانهائي. فالإنسان في الطبيعة إنسان حرّ، "ليس في اعتبار الطبيعة كمصدر لتأمين معيشته، بل كينبوع لتحقيق انجذابات روحه إلى ما هو أبعد منه هو نفسه."

لقد فجّرت المعاني السامية للمحبة التي عبر عنها في جيتنجالي أملاً جديداً للإنسانية وهي غارقة في الحرب العالمية الأولى. وعندما كان طاغور يرتقب الموت مريضاً ببصيرة صافية، وكانت الحرب العالمية الثانية قد اندلعت، أعلن في يوم مولده الثمانين:

عندما أجول ببصري من حولي، أقع على أطلال مدنية مغرورة تنهار وتتبعثر في أكوام هائلة من التفاهة والعبث. ومع ذلك فلن أذعن للخطيئة المميتة في فقدان الإيمان بالإنسان؛ بل إنني بالحري سأثبِّت نظري نحو مطلع فصل جديد من فصول تاريخه، عندما تنتهي الكارثة ويعود المناخ رائقاً ومتناغماً مع روح الخدمة والتضحية […] سيأتي يوم يعاود فيه الإنسان، ذلك الكائن الأبيّ، خطّ مسيرته الظافرة على الرغم من كافة العراقيل، ليعثر على ميراثه الإنساني الضائع.

كانت فلسفة طاغور فلسفة الأمل والثقة بالإنسان، المبنية على تفتح روحه، وتطور وعيه، وتحقيق طاقاته. ولهذا فقد ارتبطت المثالية الإنسانية عند طاغور بالعمل والتطبيق، وكان هو نفسه مثالاً لكل مبدأ أعلنه أو فكرة نادى بها.
طاغور والمثالية الإنسانية

قال عنه غاندي إنه "منارة الهند". والحق إنه صار منارة للشرق كله، ونداء الإنسانية والمحبة والجمال. كان مبدؤه البساطة والعمل؛ وهكذا فقد أضاء شمعة بدلاً من لعن الظلام، فسطعت وأضاءت في النفوس التوّاقة إلى الحق. لذا، كان ُيعدّ في حياته "أكثر الشعراء صوفية وأكثر الصوفيين شاعرية"؛ وفي ذلك دلالة على ما بلغته نفسه من نقاء وصدق وما وصلت إليه روحه من ارتقاء وحرية.

إنه طاغور الذي سحر الغرب بكتاباته، ثم انتشرت ترجماته في العالم كله، حتى استحق جائزة نوبل للأدب عام 1913. لقد أبدع طاغور على مدى نحو ستين عاماً، فكان معلماً روحياً بالدرجة الأولى، ومجدداً أدبياً واجتماعياً، وفيلسوفاً وروائياً ومسرحياً ورساماً، وقبل ذلك كله شاعراً، كان ينهل من إرث روحي عريق في البنغال، ومن تجربة داخلية عميقة كانت ينبوعاً لا ينضب للإلهام والإبداع.

كان والده من كبار روحانيي البنغال، وكان يعيش في عزلة مستمرة لا يتركها إلا لضرورة الاستمرار وتجدد الحياة. كذا فقد نشأ رابندرانات طاغور في جو من الحساسية والشفافية، وكشفت له زيارتان قام بهما لوالده في الهملايا عن آفاق جديدة وعن تجربة صوفية كان لها أثر كبير في حياته، ويمكن اختصارها بعبارتين: محبة الطبيعة، ومحبة الله.


**********************************

من علماء العربية : سيبويه :

     هو أبو بشر عمر بن عثمان بن قمبر مولى بن الحارث بن كعب وقيل: مولى الربيع بن زياد الحارث البصري. لقب بـ (سيبويه) وهو أستاذ النحاة وذلك لجماله وحمرة بوجنتيه .. وسيبويه في اللغة الفارسية تعني رائحة التفاح . وشرح سيبويه الشرح بشروح عدة ، وأخذ سيبويه العلم عن الخليل بن أحمد وكان إذا أقدم يقول الخليل: مرحباً بزائر لا يمل .
   أخذ سيبويه كذلك عن عيسى بن عمر وأيضاً عن يونس بن حبيب، والأنصاري، والأخفش الكبير . وقدم من البصرة لبغداد أيام كان الكسائي مؤدباً (للأمين) ابن الرشيد فجمع بينهما وتناظرا في شيء من النحو فانتهى الكلام إلى أن قال الكسائي: تقول العرب: كنت أظن الزنبور أشد لسعاً من العقرب فإذا هو إياها ، فقال سيبويه: لحنت ، فإذا هو هي . وكان الأمين يحب نصرة أستاذه (الكسائي)، فسأل رجلاً من الأعرابي، فنطق بما قال سيبويه .. فكره الأمين ذلك وقال له: إن الكسائي يقول خلافك .. فقال إن لساني لا يطاوعني على ما يقول .. فقال أحب أن تحضر، وأن تصوّب كلام الكسائي، فطاوعه على ذلك، وانفصل المجلس عن قول الأعرابي، بأن الحق مع الكسائي ، فحمل سيبويه على نفسه، وعرف أنهم تعصبوا عليه، ورحل عن بغداد، فمات ببلاد شيراز في قرية يقال لها البيضاء ..
   وقيل أنه ولد بها وتوفي بمدينة سارة واختلف في سنة موته فقيل سنة 177 هـ ، وقيل سنة 178 هـ وعاش سيبويه أربعين سنة.
أشهر كتبه ( الكتاب ) سابق الذكر ، ولم يرد إلينا شيء في النحو أعظم منه .